المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٨

الإعتلاج* و الموت الحراري للكون

صورة
من أهم المواضيع التي يتناولها علم التحريك الحراري أو الترموديناميك ( Thermodynamic ) بالبحث؛ موضوع الإعتلاج الحراري أو الإنتروبي ( Entropy )، بسبب التطبيقات الهامة لهذا المفهوم سواء في تصميم الآلات الحرارية أي تلك الآلات التي تحول الطاقة إلى عمل كوسائل النقل و المكيفات و مصادر الطاقة الحرارية، أو في تقنيات قياس المعلومات و تطبيقاتها كالأقراص المرنة أو الهواتف المحمولة أو الملفات المضغوطة ... لا تقتصر تطبيقات ظاهرة الإعتلاج على التطبيقات العملية اليومية المذكورة بل تمتد لتغطي و تفسر ظواهر و نتائج انتقال الحرارة في الكون و مآل الكون نتيجة هذه الحركة الحرارية. ينص المبدأ الأول للترموديناميك على مصونية الطاقة، بمعنى أن طاقة الكون بمجمله أو طاقة أي جملة معزولة عزلا تاما تبقى ثابتة، صحيح أن هذه الطاقة يمكن أن تنتقل بين مكون و آخر من أجزاء المنظومة، (بين الشمس و الأرض مثلا) أو أن تتحول من شكل إلى آخر كأن تنعكس طاقة الجاذبية في الحركة الدورانية للكواكب حول النجوم، أما مجموع كمية أشكال الطاقة جميعها في الكون فيبقى ثابتا، لكن القانون الأول لا يفسر لنا لماذا لا تمكن الاستفادة من تحول الطاقة ل

مقالة في الدين و السياسة

السياسة باختصار هي فن قيادة الدولة و المجتمع، و تنظيم علاقة الحاكم بالمحكوم و تنظيم علاقة الدولة بغيرها من الدول، أما الدين السياسي فهو الدين الذي يضفي على السياسة روحا من الأخلاق الفاضلة المرتبطة بالعقيدة الدينية من محبة و عدل و صدق و نزاهة و إخلاص ...، بعكس السياسة الدينية أو الحكم الثيوقراطي المستند إلى شرعية لاهوتية تعطي الحاكم صفة إلهية مقدسة، و تلغي الدور الإنساني الفاعل في تطور الحياة و المجتمع و التاريخ، مستغلة العاطفة الدينية الجياشة لدى جماهير الشعب لتحقيق مآربها. هل يمكن أن يُغني الدين عالم السياسة اليوم بما يفتقر إليه من فضائل إنسانية؟ لو تفحصنا السياسة التي تقوم عليها حضارة الغرب اليوم، وتفرض نفسها على العالم سنجد أنها تحمل في طياتها بذور الانحدار و موت الحضارة للأسباب التالية: -          الغرب يعطي نفسه الحق في هدر موارد الطبيعة و إفساد البيئة الحيوية بالنفايات الناتجة عن الصناعات الملوثة التي تجتاح كوكب الأرض. -          لا رحمة في العلاقات الإنسانية للنظام العالمي الحالي القائم على تزاحم الأسواق و يأكل فيه القوي الضعيف. -          لا هدف للحياة الإنسانية

في الأصولية و إشكالية الحداثة

من أهم ما يشغل العالمين الإسلامي و العربي اليوم سؤالان  أساسيان: أولهما موضوع الإرهاب المستند إلى أصولية إسلامية متشددة، والذي امتدت آثاره لتكتوي بها بلدان العالم قاطبة، و الثاني موضوع الحداثة أو مناقشات الحداثة، التي يعتبرها البعض ردا على الأصولية التي تقف وراء التشدد و التعصب. هذا لا يعني بحال أن الأصولية المتشددة محايثة للعرب والمسلمين، أو أنها محفورة في جينات الأفراد المؤمنين بالإسلام، فالمطَّلع على تاريخ الأصوليَّة المسيحيَّة في الغرب يسهل عليه أن يقارن بين كلتا الأصوليتين و سيجد كثيرا من أوجه التَّشابه والتَّقاطع،   فالأصوليَّة الانغلاقيَّة تظلُّ هي الأصوليَّة في كلِّ الأديان والمذاهب، إنَّ آليات اشتغالها واحدة وكذلك طريقة استحواذها أو هيمنتها على العقول، وبالتَّالي فلا يمكن اتِّهام الإسلام وحده بالأصوليَّة والتَّعصب وإعفاء الآخرين منها، الفرق الوحيد هو أنَّ الغرب تجاوز الأصوليَّة المسيحيَّة بعد أن عانى منها ومن مجازرها الطائفيَّة طيلة ثلاثة قرون في حين أنَّ العالم العربي و الإسلامي لا يزال يتخبَّط بها بل ويعيش الآن أحلك لحظاتها. وإذن فالمسألة مسألة تفاوت تاريخي بيننا وبين