المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧
صورة
الأرض و مستقبل الإنسان ألا يمكن للتقدم التكنولوجي المتسارع أن يقودنا إلى كارثة بيئية ، أو إلى حرب نووية مثلاً ؟. يعتقد البعض أن المدنية المعاصرة تعاني من ذعر تكنولوجي لم تشهد له البشرية في تاريخها مثيلاً. لقد ظهرت كثير من المخاوف بدءاً من عام     1968م، من أن تقدم التكنولوجيا بهذا الشكل، مصحوباً بالنمو السريع لعدد سكان الأرض، سيؤدي في غضون ما لا يزيد عن  مئة عام قادمة إلى نهاية مدنية الإنسان.  لكن لم ظهرت هذه المخاوف في عام 1968م تحديداً؟ إنه عام رحلة سفينة الفضاء (أبوللو-8) بطاقمها حول القمر، حيث أمكن للعين البشرية أن تنظر، ولأول مرة في التاريخ إلى الأرض من خارجها، لتبدو كرة كبيرة زرقاء ساطعة، معلقة في ظلام دامس، وكأنها سفينة فضاء تمخر عباب الظلمة الأبدية، رُكّابها سكان الأرض. التقطت البعثة للأرض صوراً ملونة من خارجها، فكان لهذه الصور وقعٌ نفسيّ شديدٌ على المهتمين بأمور البيئة ومستقبل الإنسان، وبدأ هؤلاء يقرعون نواقيس الخطر، منذرين مهددين متوعدين كل من تسوّل له نفسه المساس ببيئة الأرض، داعين إلى تنظيم عدد أفراد الأسرة ومراقبة تزايد السكّان، وبدأ الحديث عن سفينة فضاء تسمى

أسرار السماء.

صورة
ماذا لو تخيلنا أن كل ما في الكون من نجوم و كواكب و أقمار، بل وكل ما فيه من مادة و طاقة مظلمة و غبار كوني، قد اختفى، و لم يبق سوى الفضاء، فهل هذا الفضاء فضاء حقاً؟ لنتفق أولا على أبسط تعريف للفضاء: الفضاء هو الفقاعة الكبرى التي تتسع لكل ما في الكون من الذرات إلى المجرات، أي كل مايحيط بنا و يعلونا، أو هو السماء التي تحيط بكل شيء من كل جانب.  إنها المسرح الذي تجري فيه جميع أحداث العالم. هذه السماء هي المقصودة في بحثنا التالي: لقد تخيل العالِم اسحاق نيوتن الفضاء كمسرح أبدي ثابت، تجري على خشبته جميع الأحداث الكونية، دون أن تؤثر فيه أو يؤثر فيها، و وضع مبادئه الشهيرة في الحركة و التحريك وفقا لذلك، و فعلا فقد استطاعت قوانين نيوتن لمدة مئتي عام تفسير كثير من الظواهر، بدءاً من حركة الأجسام تحت تأثير الجاذبية الأرضية إلى حركة النجوم و الكواكب، لكن و في مطلع القرن العشرين جاء العالم البارز ألبرت آينشتاين ليقلب مفاهيم نيوتن رأسا على عقب، و ليثبت أن الفضاء ليس مرجعا مطلقا ساكنا، بل هو نسيج قابل للامتطاط  والانحناء و الثني بفعل كتل الأجسام السماوية الضخمة التي تسبح فيه. إذا و مع آينشاين لم

لُغزُ المادة المضادة

صورة
هل يسري مبدأ الزوجية حقا على ما في الكون جميعا؟ أليست  بعض هذه الكائنات وحيدة الخلية و تتكاثر بالإنقسام بدلا من التزاوج؟ لو تتبعنا كلمة زوج في أمهات المعاجم لتبين أن لها عدة معان منها: القرينان؛ كالخير و الشر و الظلمات و النور، و الظل و الحرور، و الجوهر و العرض، و كل ما يقترن بآخر مماثل له أو مضاد، فمفهوم الزوجية لا يقتصر على الذكر و الأنثى بل يشمل التناظر الرائع في الكون كله. يكفينا بالنسبة للكائنات الحية أن الزوجية تتضح في بناء اللبنات الأولى التي تحمل شيفرة خلق كل كائن حي بداخل نواة الخلية على هيئة لولب مزدوج الجانب: الزوجية في الحمض النووي الريبي يُبني كل جزيء من جزيئات الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين ( DNA ) على هيئة سلم حبلي مفتول (أو لولب مزدوج) تتضح الزوجية في جانبيه المصنوعين من جزيئات سكر الريبوز منقوص الأوكسجين، و جزيئات من الفوسفات، كما تتضح الزوجية في درجات هذا السلم إذ تتكون كل درجة من درجاته من زوج من أربع قواعد نتروجينية هي: ( Adenine=A ) و الثيامين ( Thymine=T ) و الجوانين ( Guanine=G ) و السيتوسين ( Cytosine=C ) فيرتبط الأولان معا و يرتبط الأخيرا