المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

هل تعقل القلوب؟

اعتقدت كثير من الحضارات الإنسانية قديمها و حديثها بأن للقلب وظيفة أكبر من ضخ الدم خلال شرايين الكائن الحي، وظيفة تتعلق بالأفكار و العواطف، و قد عبّرت كثير من الأدبيات العالمية عن أدق المشاعر و أرهفها بأنها تخرج من أعماق القلب، لا بل إن القرآن الكريم قد أشار إشارة واضحة إلى امتلاك القلوب خاصية عقلانية تسمو على الحس و البصر في الآية الكريمة التالية: " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". الحج-46.   أما العلم الحديث فقد   نظر إلى القلب على أنه مجرد مضخة لتنظيم تدفق الدم عبر جسم الكائن الحي حتى جاءت التسعينات من القرن الماضي عندما اكتشف الدكتور أرمور ( Dr. J. Andrew Armour )* في عام 1991 أن للقلب "دماغه الصغير" أو "جهازه العصبي القلبي الداخلي". يتكون "دماغ القلب" هذا من حوالي 40.000 خلية عصبية مشابهة لتلك التي نجدها في الدماغ، مما يعني أن للقلب نظاماً عصبياً خاصاً به و أنه لم يعد مضخة تضخ الدم و حسب ، أو أنه و كما كان الاعتقاد السائد أيضا مركز التحكم بالجسم وذل

الكون المستتر في الظلام

صورة
تنتشر في السماء مليارات المليارات من النجوم لا نرى بالعين المجردة منها سوى النذر اليسير، لكن رصد السماء من خلال المراقب العملاقة المزودة بوسائل التكنولوجيا الحديثة يسمح لنا بالاستمتاع برؤية ملايين الملايين من النجوم التي ترصّع السماء كحبات الياقوت و العقيق و اللؤلؤ و المرجان بألوان بهيجة مختلفة. و في الكون من النجوم ما يفوق حجمه ملايين المرات حجم الشمس، و منها ما يقل حجمه عن حجم الأرض. تتجمع النجوم في مليارات من الجزر الكونية المنتشرة في السماء تسمى بالمجرات و في كل من هذه المجرات مئات المليارات من النجوم, لمعظمها كواكب تدور في مجال جاذبيتها، قد يكون بعض هذه الكواكب مثيلا للأرض، أو على الأقل صالحا للحياة. لقد تبين منذ عام 1929 أن هذه المجرات تتباعد عن بعضها بشكل مستمر مما يعني أن الكون في توسع وتمدد دائم، وقد توقع العلماء حينها أن يستمر الكون في التوسع ضد جاذبيته الذاتية التي تشده نحو المركز، ثم تعود أجزاؤه لتتهاوى على نفسها من جديد،   مثله في ذلك مثل الكرة التي نرميها   إلى الأعلى بعيدا عن مركز الأرض فإنها تنطلق مسرعة في البداية، ثم تتناقص سرعتها بالتدريج ثم تنعدم حركتها تماما فت