المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

انحدار الغرب

في نهاية عام 1918 ظهر كتاب ضخم في مكتبات ألمانيا يحمل العنوان المثير التالي ... "انحدار الغرب"، بالألمانية :  ( Der Untergang des Abendlandes ) لمؤلفه أوزوالد شبنغلر   [1] ....     ... يبدأ الكتاب   هكذا : " يضم هذا الكتاب لأول مرة محاولة لتقرير ما سيحدث في المستقبل، محاولة لمتابعة مراحل لم تقع بعد من مصير الحضارة المعاصرة" . تبرز أهمية ما قام به (شبنغلر) في أنه بعث فكرة الهدف و المصير من جديد لأنه و بحلول القرن الثامن عشر بما رافقه من اتجاه مادي علماني اختفت فكرة هدف التاريخ، و صار التاريخ لا يعني أكثر من سلسلة متتابعة من الأحداث في الماضي، لقد أدت أفكار فرويد في التحليل النفسي و إرجاعه مصدر الأفعال الإنسانية إلى الجنس و كارل ماركس و فلسفته التي تعزو حركة المجتمعات إلى أسباب اقتصادية بحتة و داروين و نظريته ذات الصيت في تطور الأنواع، أدى كل ذلك إلى اعتبار البشر جميعهم متشابهون و يخضعون لقوانين و مؤثرات نفسية و اقتصادية و بيولوجية واحدة، و لم يعد تاريخ البشر محور العالم، فطالما أن الإنسان نتيجة تطور طبيعي من سلسلة إحيائية وهي وإن كانت أدنى منه تطورا فإن وجود

البحث عن عوالم جديدة

صورة
البحث عن عوالم جديدة لقد أثار البحث عن حياة عاقلة في الكون مخيلة الإنسان منذ فجر التاريخ. يحكى أن الاسكندر المقدوني قال لصديقه (أنا كساركوس)، وكان الأخير يعتقد بوجود عدد لاينتهي من العوالم الآهلة بالناس: " ألا تعتقد أننا لم نكد نفتح أحد هذه العوالم المعروفة لديك، فما بالك بالأخرى؟". وفي عصر النهضة في أوروبا، اعتقد الفيلسوف (جيوردانو برونو) بأن الشمس ليست إلا نجم كبقية النجوم المنتشرة في أرجاء الكون، وأن لكل نجم كواكبه التي تدور في أفلاك حوله، قد يكون بعضها مشابهاً للأرض. لقد اجتذب (برونو) بأفكاره الجديدة تلك حشوداً من الطلبة إلى محاضراته وكاد أن يُحدث انقلاباً على الأفكار التي هيمنت على أوروبا في العصور الوسطى من أن الأرض هي مركز العالم، فأحيل إلى محكمة البندقية عام (1592) بتهمة الهرطقة، حيث دافع عن معتقداته كما لم يسبق لفيلسوف مثله أن فعل منذ عهد سقراط، لا بل لقد هزئ بحكامه وتحداهم بأنهم هم الذين يجب أن يخافوه لأنهم ليس لديهم ما يثبت غير ما يقول، وكانت النتيجة أن أحرق حياً ليصبح الضحية الأولى والوحيدة لنظرية تعدد العوالم. أما اليوم فيعود السؤال ليطرح نفسه من جديد م

هل وُجِدَ العالم صدفة؟

صورة
" مثل الإنسان و الكون كمثل طفل يقف مذهولاً أمام مكتبة رُصّت رفوفها بكتب لغاتها شتّى، إنه لا يدرك إلا النذر اليسير مما طوته الكتب بين دفاتها، لكنه يعلم يقينا بوجود نظام ذكي رتبت به هذه الكتب فوق الرفوف" ألبرت آينشتاين يعتقد الكثيرون أن جميع ما نشاهده في الكون من صور و أشكال و تنوعات معقدة قد نشأت بطريق الصدفة، أي مثلا : أن المواد الأولية أو الجزيئات العضوية التي نشأت منها الخلية الحية الأولى قد تلاقت بطريق الصدفة ضمن أوضاع و شروط مناخية توفرت لها أيضا (بالصدفة) لتتشكل منها هذه الخلايا مهما بلغ تعقيدها، ثم تلاقت وحيدات الخلية هذه و قامت بصنع الكائنات الحية الأولى التي عاشت أولا تحت سطح الماء ثم تطورت هذه الكائنات النباتية البحرية الأولى فتكونت الأحياء المائية بكل تعقيداتها و تكيفت مع بيئتها ثم انتقلت (بالصدفة طبعا) إلى اليابسة و تكيفت معها على شكل برمائيات أولا ثم على شكل زواحف، ثم أصبحت هذه الزواحف بالصدفة طيورا و منها ما أصبح ثدييات حتى وصلنا إلى الإنسان أخيرا و هو أرقى ما كونته الطبيعة (بالصدفة) من المخلوقات الحية . إن تطور الكائنات الحية نحو الأصلح حتى و لو أصب