المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

كوكب الزهرة ... عالم الجحيم

صورة
إن استيطان القمر لأهداف البحث العلمي، أو لإدارة مشاريع استثمار الثروة المعدنية، ستعترضه صعوبات جمة، اقتصادية وبيئية، إلا أنه سيخلق الحافز لدى إنسان المستقبل للانتقال إلى كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، فالبيئة القمرية   مهما أجري عليها من تعديلات لتطويعها في سبيل راحة السكان الجدد، ستبقى رتيبة مملة تتوالى عليها الأيام متشابهة، شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، وسماء القمر الموشاة بملايين النجوم البراقة كالجواهر، ستفقد سحرها بتكرار المشهد كل يوم، و ستظهر الأرض ثقيلة في سماء القمر، لقد وجدها رواده الأوائل سفينة أحلامهم الزرقاء، لكن الأمر لن يبقى كذلك فإنتاجهم وأسواقهم المالية ستكون معلقة بالصناعات، وبأسواق التجارة والمال القائمة عليها، وقد يتوقف أي مشروع على القمر إذا لم يجد له سوقاً رائجة على الأرض، و لربما توقف الشركات الأرضية أعمالها على القمر بسبب الكساد أوالخسارة أو ما إلى ذلك من أسباب، لذلك ستتحول الأرض الحلم إلى عين ثاقبة ترصد نشاط العاملين على سطح القمر من السماء . كذلك فإن النظام الذي سيطبق على ساكن القمر سيكون صارماً، ولن يستطيع مغادرة قاعدته إلا بعد ارتداء ملابس واقية معقدة في

كيف نتجنب مزالق الحوار

صورة
يعتمد البعض أساليب مبنية عادة على الأخطاء الفكرية الشائعة لتضليل المحاور و إخراجه عن الموضوع، و ذلك بسبب افتقارهم إلى الحجة أو المراجع الدامغة، و لكي نصل بالحوار إلى النتيجة النهائية المرجوة منه، لابد من الانتباه إلى مغالطات كالتالية: 1. تحوير رأي الخصم لإخراجه عن الموضوع، واصطياده: ويكون ذلك بالمغالطة أو المبالغة في عرض الرأي الآخر، مثلا في محاولة لإفحام المدافعين عن البيئة يمكن القول أن تطبيق المعايير الصارمة لحماية البيئة لامردود اقتصادي له، بل على العكس يمكن أن يستهلك كثيرا من الأموال دون طائل، و الحقيقة أن ما نستثمره في حماية البيئة قد لايكون له مردود اقتصادي مباشر و سريع، لكنه يعطي أكله على المدى البعيد. 2. التفكير المنزلق: ويقوم على أن فعلا أو نشاطا ما سيؤدي بالضرورة إلى نتيجة محددة و ذلك دون برهان، كأن نشيع مثلا أن الإكثارمن أكل الجبن يؤدي إلى تساقط الشعر، يستعمل السياسيون هذا المقلب غالبا للدفاع عن وجهة نظر معينة دون أن يتقدموا ببينة منطقية، كأن يقولوا: إن استقبال المهاجرين في بلدنا سيؤدي إلى زيادة الجريمة و ضعف الاقتصاد، في حين أن بعض المهاجرين، الذين يتركون ب

أخطاء التفكير و الحوار و كيف نتجنبها؟

من أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية ملكة التفكير التي تقوم على العقل و المنطق، أما مهمة المنطق فهي تتبع مصادر أخطاء العقل والتصدي لها، هذه الأخطاء يمكن أن تنجم عن التسليم بآراء الآخرين أو عن غموض اللغة كأداة للتفاهم أو التعبير عن الأفكار أوالأخطاء التي تغري بها الطبيعة البشريّة، كالميل إلى التسرع في إصدار الأحكام والانسياق مع الأهواء والمصالح، أوالتي تقود إليها الميول الفردية من سماحة أو تعصب وتفاؤل أو تشاؤم، كما أنّ التفكير هو الوسيلة لحل المشاكل و الصعاب التي تفرضها متطلبات الحياة، و هـو وسيلة الإبداع التي نقلت الإنسان من رحاب الأرض إلى رحب الفضاء . تبرز من خلال عملية التفكير أخطاء شائعة يقع فيها الكثيرون من غير أن يشعروا، ذلك أن معظم هذه الأخطاء تحدث في اللاشعور كاجراء يهدف إلى حماية الذات. إن ترسيخ هذه الأخطاء يقف عقبة كأداء أمام التطور و التقدم الذي يطمح إليه الأفراد و الشعوب، كما يؤدي إلى النزاع بين الأفراد و الجماعات، و في الحالات المتقدمة إلى نتائج كارثية من التطرف و   الانجراف وراء حروب كارثية نشهدها في كل عصر. و قد تناولنا هنا أهم الأخطاء الفكرية الشائعة ب

ما قاله أعلام علماء المسلمين عن كروية الأرض و شكل الكون

صورة
بالرغم من أن "كروية الأرض" تعدُّ الآن من الحقائق العلمية البديهية التي لا يشكُّ فيها أحد من الناس على اختلاف الأعمار والثقافات... إلا أن هذه الحقيقة واجهت في العصور القديمة صعوبات بالغة حتى استقرت علميًّا في أذهان البشر ... و مع أن "كرويَّة الأرض" شأن علمي كوني إلا أن كثيرا من الفقهاء قالوا بكروية الأرض مستوحين ذلك من آي الذكر الحكيم: •        ينقل "ابن حزم" (ت:456هـ / 1064م) إجماع أئمة المسلمين على كروية الأرض في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) حيث يقول إنهم قد: "قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك.. وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن أحدًا من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعه كلمةٌ... بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها.. قال الله عز وجل: "يكوِّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل".. وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض، مأخوذ من: (كوَّر العمامة..) وهو إدارتها، وهذا نص على تكوير الأرض..." •        ويقول ال

خبرات الاقتراب من الموت.

صورة
خبرات الاقتراب من الموت أولت الأبحاث الطبية و النفسية مؤخرا كثيرا من الاهتمام للحظة وداع العالم من قبل الإنسان، فقد أحاط بهذه اللحظات كثير من الغرائب التي تستدعي النظر و التفسير. يتناول الطب دراسة هذه الظاهرة تحت عنوان (خبرة الاقتراب من الموت- Near Death Experience ) أو اختصارا ( NDE )، و هي ظاهرة غير طبيعية نادرة الحدوث، تتلخص في أن البعض ممن تعرضوا لحوادث كادت أن تودي بحياتهم قد مروا بأحداث وأماكن مختلفة منهم من وصفها بالطيبة والجميلة ومنهم من وصفها بمشاهد التهلكة والعذاب. الحوادث المتشابهة في هذه الخبرات جميعها تتلخص في مرور المحتضر بنفق إما أن يكون مضيئا أو مظلما أسود حتى يصل إلى نور يصفه بعض الذين تعرضوا للتجربة بأنه سماوي يتلألأ في نهاية النفق. تبدأ خبرة الاقتراب من الموت بعملية خروج (للوعي) من جسد المحتضر، فيستطيع مشاهدة جسده المسجى على فراش الموت و قد تجمع أحباؤه و أقرباؤه حوله باكين لفراقه، فيعجب لحزنهم لأنه يشعر أنه في أحسن حال، بعد ذلك يبدأ باجتياز نفق يرى في نهايته نوراً ساطعاً، فيخّيل إليه أنه في طريقه إلى الجنة، وفعلا يلتقي بعد ذلك بأحبائه من الذين تُوُفوا في ا

الأكوان المتوازية و خلود الوعي

صورة
صدر مؤخرا في الولايات المتحدة كتاب يحمل   العنوان التالي:   "الحياة و الوعي هي المفاتيح لفهم طبيعة العالم- How Life and Consciousness Are the Keys to Understanding the Nature of the Universe “ ".   أثار الكتاب ضجة كبرى في المحافل الاجتماعية و العلمية، كونه توصل إلى نتيجة مؤداها أن الموت مجرد خدعة و أن الحياة لا تنتهي بالموت بل هي خالدة. مؤلف الكتاب هو العالم اللامع (روبرت لانزا- Robert Lanza ) يعتبر من أهم الأطباء المعاصرين في مجال الطب الإحيائي ( regenerative medicine ) و هو ذو شهرة عالمية من خلال أبحاثه على الخلايا الجذعية، إضافة إلى تجاربه الناجحة في استنساخ أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. لكن ما يميزه حقا بالإضافة إلى ماذكر أعلاه هو تبحره في مجالات الفيزياء و ميكانيك الكم و علوم الفضاء، هذا التنوع في الخلفية العلمية للبروفسور لانزا أدى إلى مساهمته الكبرى في ولادة العلم الجديد المعروف باسم المركزية الأحيائية ( Biocentrism )، و التي تعتبر الحياة محور العالم الطبيعي. خلاصة ما توصل إليه لانزا في كتابه المذكورأن الموت وهم يراود أفكار الناس لاعتقادهم أن وجودهم مرتهن ب