المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

عالم الذرة العجيب

صورة
من ماذا صُنع هذا العالم بكل مافيه؟ ...  بل من ماذا صُنعنا نحن أنفسنا؟ ما هي المادة الأولى التي صنع منها كل شيء؟ نبحث في المعاجم بادئ ذي عن معنى كلمة (مادة) و سندهش لما سنصادفه من معاني: فهي الزيادة المتصلة، مصدرها: (مدَّ) التي تعني وسَّع، زاد، أطال، أو أعان، والمادة  كل شيء يكون مدداً لغيره، أو كل شيء له امتداد ووزن، ومادة الشيء: أصوله وعناصره...الخ . في تجاربنا اليومية، نلمس المادة ونراها، إنها سبب إحساسنا، وهي موجودة هكذا قبل أن نخلق . لنباشر القصة من جذورها الأولى، ففي مهد التأمل لدى الإغريق ابتدعت تصورات تقوم على أن المادة تتكون من دقائق أو جواهر لا تمكن تجزئتها أسموها (ذرات) و مفردها كلمة (ذرة) التي نستعملها اليوم، تقابل في الإغريقية كلمة (آتوم - Atom ) ، وتعني الجوهر، وهو بالنسبة لبعض الفلاسفة الإغريق الجزء الخالد، المستقر كل الاستقرار، الذي لا يمكن تحطيمه . ثمة آخرون تصوروا وجود عناصر أساسية أربعة يمكن أن نفسر بها جميع المظاهر المادية، هذه العناصر هي: التراب والهواء والماء والنار . أما بالنسبة لأرسطو (في المئة الرابعة قبل الميلاد)، فالمادة نوع من جوهر لا يمكننا عزله

معارج السماء.

صورة
عُني عالم الطبيعة (إسحاق نيوتن) سنين عديدة بظاهرة السقوط الحر للأجسام تحت تأثير الثقالة الأرضية، إنها ظاهرة بسيطة ومعقدة في آن واحد؛ كيف تتخذ الأجسام في سقوطها الحر طريقاً يتجه إلى مركز الأرض كيفما قذفت، وأينما كانت؟ هل هناك رسالة يتلقاها الجسم ليهوي في اتجاه المركز؟ و ما هي هذه الرسالة؟ بل ما هو الوسط الذي تنتقل خلاله؟ هذا ما لم يستطع نيوتن الإجابة عليه . مضت بعد ذلك ثلاثمئة سنة حتى جاء (ألبرت اينشتاين) ليتعامل مع هذا اللغز البسيط المحيِّر ثانية، لقد بينت التجارب أن الهواء ليس الوسط الناقل للجاذبية، فالأجسام بسقوطها الحر، تخضع للقوانين نفسها سواء على الأرض، أو القمر[1]، أو في الفضاء الخارجي . يبدو أن أجزاء الكون تتماسك مع بعضها تماسكاً تاماً لا صدع فيه عبر قوى هائلة غير مرئية نسميها قوى الجاذبية و بذلك يبدو كصرح عظيم أحكم بنيانه و ارتص ببعضه دون وسائط مادية مرئية بالرغم من أن أجزاءه تخضع لحركات منتظمة محسوبة بدقة، بل لقد استوحينا دقة الحساب من حركة الشمس و القمر و غيرهما من الأجسام السماوية . لقد رأى (آينشتاين) كما يرى العلم الحديث الكون منظومة واحدة متحركة ومتماسكة في الوقت