المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

عمارات حول النجوم ...

صورة
المشتري هو عملاق كواكب المجموعة الشمسية بلا منازع، كتلته تفوق كتلة بقية الكواكب مجتمعة، وحجمه يبلغ (1300) ضعف حجم الأرض، بقطر يبلغ (11) ضعف قطرها، وكتلة تبلغ (318) ضعف كتلتها، يجر المشتري معه أثنى عشر قمراً في دورته حول الشمس التي تمتد اثنتي عشرة سنة أرضية، اثنان من أقماره أكبر حجماً من قمر الأرض. المشتري، عملاق المجموعة الشمسية لقد تعلمنا من خلال الرصد الذي قام به (غاليله) للمشتري عام (1600م)، واكتشافه لأربعة من أقماره، أن الأجسام السماوية الأصغر تسبح في أفلاك حول الأكبر، وأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية لا الأرض، كما كان يعتقد خطأ من قبل، وقد تسنى للفلكيين عام 1671م حساب سرعة الضوء ببعض الدقة من خلال مراقبتهم لأقمار المشتري. أما عن الحياة على سطحه، فلا يوجد أي احتمال أو أمل في ارتقاء أو نشوء أي شكل من أشكالها، إذ يتكون غلافه الغازي في معظمه من الهيدروجين والأمونيا والميتان. جاذبيته من القوة بحيث يزن الإنسان العادي حوالي ربع طن ثقلي على سطحه، لكن لا أحد يستطيع الاقتراب من هذا السطح حتماً، فأي مركبة فضاء تخترق غلافه الغازي، مهما أحكم صنعها وتصميمها، ستتهشم على نفس

مدن الفضاء

صورة
إن استيطان الكواكب السيارة القريبة من الأرض ليس السبيل الوحيد لانتشار الجنس البشري في الكون، بل ستقتضي الضرورة مستقبلا صناعة (مدن كونية) لتكون مخابر للبحث العلمي، أو منصات انطلاق إلى الكواكب المأهولة، أو سكناً مؤقتاً للهجرة منها إلى أماكن أخرى أكثر ملاءمة في الكون . لقد ظهرت طلائع هذه المدن في الفضاء فعلاً، فمختبر الفضاء الدولي ( Skylab ) يحوي مساحات جاهزة للسكن المريح، تعادل المساحة المتوسطة التي تشغلها أسرة في بيتها على الأرض، صحيح أن رواد الفضاء يعيشون في حالة انعدام الوزن، إلا أنها ليست بمشكلة، إذ يمكن تصميم المحطة ليتمتع سكانها بالجاذبية المطلوبة عن طريق تدويرها حول محورها بطريقة محسوبة. لقد درست شركة (ماك دونل – دوغلاس (   ) McDonnell- Douglas Aircraft CORP ) للطائرات إمكانية صنع جيل من محطات الفضاء التجارية التي تستوعب على متنها (400) نزيل، لتوضع في الخدمة في المستقبل القريب، ويلاحظ أن مثل هذه المحطات الكبيرة يمكنها تأمين جاذبية صناعية لركابها من خلال دورانها حول محورها، هذه الجاذبية تتناقص تدريجياً اعتباراً من أبعد نقطة عن المحور، لتصبح صفرا عنده، فإذا بدأ إنتاج مثل هذه

هل هناك مقياس لتطور المدنية الكونية؟

صورة
كيف يمكننا القول بأن مدنية ما قد بلغت في تطورها شأوا بعيدا لم تبلغه حضارة مدنية أخرى مثلا، وما هو مرجعنا في مقارنة تقدم المدنيات الإنسانية؟ الحديث يدور هنا عن التقدم العلمي والتقني بالتأكيد، أما حديث الأخلاق والعقائد فنجده في مباحث أخرى كثيرة لسنا بصددها الآن. لقد قدمنا في موضوع سابق نموذجا لقياس مدى تطور المدنية يقوم على قياس المسافة المقطوعة في واحدة زمن اعتبارية (كاليوم أو الساعة أو الدقيقة ...)، هذا النموذج يبقى صالحا وجذابا طالما كان حديثنا عن كوكب الأرض، أما ونحن نتحدث عن المدنيات أو الحضارات الكونية فسنجد أنفسنا مضطرين للبحث من خلال نموذج أكثر شمولية، يقوم على ما يمكن لهذه المدنية أن تسخره من طاقة كونية في خدمتها. قبل الخوض في ذلك لا بد من تعريف الواحدة التي نقيس بها الطاقة ومن ثم نعرّج على بعض الأعمال والمشاهد الكونية لنتعرف على مقدار ما تستهلكه أو تنتجه من طاقة وفقا لهذا التعريف. إن الواحدة التي يعبر بها عن الطاقة وفقا للنظام السغثي (الذي يستعمل السنتيمتر و الغرام و الثانية في القياس) هي الإرغة ( ERG ) و هي بالتعريف الطاقة اللازمة لتحريك كتلة من المادة مقدارها غرا

أطوار المدنية الكونية الثلاثة

صورة
اعتقد بعض العلماء في نهاية الخمسينات من القرن العشرين، بان المجرة مليئة بالحضارات العاقلة التي لا تستطيع تبادل الزيارات بينها لأسباب فيزيائية بحتة، لكنها تنهمك في محاولات للاتصال ببعضها من خلال بث أمواج راديوية في الفضاء، فقام (فرانك دريك)، أحد المتحمسين لهذه النظرية بتجربة عام (1960)، حاول فيها التقاط إشارات راديوية من المنطقة المحيطة بنجمين قريبين من الأرض، يقاربان الشمس في العمر والكتلة، هما (تاوسيتي Tauceti ) و(إيبيسون إريداني Epison Eridani ). أمضى دريك وفريقه أسابيع يتنصتون إلى هاتين المنطقتين من خلال مراصدهم الراديوية الضخمة في ولاية فرجينيا الغربية من الولايات المتحدة، وقد أطلقوا على تجربتهم اسم (مشروع أوزما) نسبة إلى الساحر الأسطوري (أوز) الذي يعيش في أرض خرافية. بعد بضعة أسابيع تمكن الباحثون من التقاط إشارة قوية من منطقة (إيبيسون إريداني)، فغمرتهم نشوة الانتصار، لكنهم سرعان ما فوجئوا بأن الإشارة الملتقطة كانت من طائرة حربية تعمل بشكل سري، مما أدى إلى إثارة ضجة إعلامية كبيرة، بين مؤيد ومعارض لمثل هذه التجارب، أوقف المشروع برمته على إثرها. بغض النظر عن المشروع (أوزما) و