جذور الحضارة الغربية
إن ما يسمى بعصر النهضة في أوروبا ليس حركة ثقافية وحسب، بل نزعة أنجبت الرأسمالية والاستعمار وساهمت في تشويه حضارات أكثر عمقا في تاريخ الحضارة الإنسانية من حضارة الغرب من حيث علاقة الإنسان بالطبيعة وما وراء الطبيعة، إن منابع حضارة الغرب الإغريقية والرومانية والمسيحية تجد جذورها الأولى في الحضارات الأقدم في ما بين النهرين في آسيا والحضارة الفرعونية في شمال أفريقيا، ولم تقم في عزلة عن التاريخ كما يدعي البعض، إن مولد الحضارة الغربية المتميزة بإرادة السيطرة والنفوذ، تجد تعبيرها الأدبي في ملحمة (جلجامش) وقد سبقت إلياذة (هوميروس) الإغريقي بألف و خمسمئة عام. نجد في أناشيد ملحمة (جلجامش) التي وضعها كاتبها للملك (آشور بانيبال) جميع مقومات الفكر الاستعماري الذي صاحب نهضة الغرب، ففيها مغامرة عملاق خلقته الآلهة، ثلثه إنساني وثلثاه إلهيان، وقد استعبد البشر وسيطر على الأرض ومواردها، وهذا ما يسعى الغرب إليه اليوم بكل ما أوتي من قواه التقنية والفكرية والاستعمارية. أما أثر الحضارة المصرية في نشأة الحضارة الغربية فيبدو واضحا في تهيئة الفيلسوف (أفلاطون)، الذي ترك مصير أستاذه المحزن سقراط، بعد تنفيذ