أطلنطا الجديدة
في كتابه (الجمهورية) ذكر الفيلسوف الإغريقي أفلاطون مدينةً فاضلة يسود فيها العدل و ينعم سكانها بالرفاهية و الرخاء و الإخاء، تعرف باسم أطلنطا، تحتل قارة هائلة خلف أعمدة "هرقل" (مضيق جبل طارق حاليا)، وأنها كانت اكبر من شمال إفريقيا واسيا الصغرى مجتمعتين وخلفها سلسلة من الجزر تربط بينها وبين قارة ضخمة أخرى ... وقد وصف أطلنطا بأنها جنة الله في الأرض ... ففيها تنمو كل النباتات والخضروات والفواكه , و تحيا كل الحيوانات والطيور، وتتفجر ينابيع المياه الحارة والباردة , كل شيء فيها نظيف وجميل , وشعبها من أرقى الشعوب وأعظمها ..... إضافة إلى احتوائها على خبرات هندسية وعلمية تفوق ما كان يمكن تخيله في عصر (أفلاطون) , ففي الجزيرة شبكة من قنوات الري المتطورة , والجسور، و أرصفة الموانئ التي ترسو عندها السفن و الأساطيل التجارية الضخمة. تدور عجلة التاريخ و يستولى الرومان على هلينيا عام (146 ق.م), فيجدوا مذاهب فلسفية شتى تتنازع الميدان, وبما أن الرومان لم تكن لديهم المقدرة و الفراغ للتأمل و التفكير أنفسهم, فقد عادوا بهذه الآراء الفلسفية مع جملة مغانمهم إلى روما, و اتجه كبار المنظرين منهم إ...