السفر عبر الزمن
اعتقد المركيز (لابلاس) الرياضي الفرنسي الشهير في المائة الميلادية الثامنة عشرة، أن جميع حوادث الكون يديرها عقل مدبّر يعلم آنياً بكل ما يجري في العالم، و أن الماضي كالحاضر كالمستقبل بالنسبة له، يقول لابلاس: "ينبغي أن ننظر إلى حالة الكون في كل لحظة على أنها نتيجة لحالته الماضية، وسببا لحالته الآتية و أن عقلا مطلق القدرة يقوم بجميع ما يجري في الطبيعة في كل لحظة، سواء أكان ذلك في أصغر ذرة أو أكبر مجرة. إن جميع ما استطاع العقل البشري أن يتوصل إليه من قوانين الطبيعة سواء في مجالات الفضاء أو الميكانيكا أو الهندسة و غيرها من فروع العلم و المعرفة ... و ما أتاحته هذه العلوم من كشف للماضي أو تنبؤ بالمستقبل ما هو إلا انعكاس ضعيف جدا لمقدرة هذا العقل الذي وسع كل شيء علما". أما العالم الفذ آينشتاين فقد أغنى الفيزياء الكونية بمفهوم جديد عن الزمن الذي حير العلماء و الفلاسفة لقرون طويلة عندما أثبت من خلال نظريته النسبية أن الزمن و المكان ما هما إلا وجهان لعملة واحدة أسماها (الزمكان- Space-time )، و بين أن الزمن بعد طبيعي مثله مثل الأبعاد التي تصف المكان كالطول و العرض و الارتفاع يتبا...