هل تعقل القلوب؟
اعتقدت كثير من الحضارات الإنسانية قديمها و حديثها بأن للقلب وظيفة أكبر من ضخ الدم خلال شرايين الكائن الحي، وظيفة تتعلق بالأفكار و العواطف، و قد عبّرت كثير من الأدبيات العالمية عن أدق المشاعر و أرهفها بأنها تخرج من أعماق القلب، لا بل إن القرآن الكريم قد أشار إشارة واضحة إلى امتلاك القلوب خاصية عقلانية تسمو على الحس و البصر في الآية الكريمة التالية: " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". الحج-46. أما العلم الحديث فقد نظر إلى القلب على أنه مجرد مضخة لتنظيم تدفق الدم عبر جسم الكائن الحي حتى جاءت التسعينات من القرن الماضي عندما اكتشف الدكتور أرمور ( Dr. J. Andrew Armour )* في عام 1991 أن للقلب "دماغه الصغير" أو "جهازه العصبي القلبي الداخلي". يتكون "دماغ القلب" هذا من حوالي 40.000 خلية عصبية مشابهة لتلك التي نجدها في الدماغ، مما يعني أن للقلب نظاماً عصبياً خاصاً به و أنه لم يعد مضخة تضخ الدم و حسب ، أو أنه و كما كان الاعتقاد السائد أيضا مركز التحكم بالجسم وذل...