كوكب الزهرة ... عالم الجحيم
إن استيطان القمر لأهداف البحث العلمي، أو لإدارة مشاريع استثمار الثروة المعدنية، ستعترضه صعوبات جمة، اقتصادية وبيئية، إلا أنه سيخلق الحافز لدى إنسان المستقبل للانتقال إلى كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، فالبيئة القمرية مهما أجري عليها من تعديلات لتطويعها في سبيل راحة السكان الجدد، ستبقى رتيبة مملة تتوالى عليها الأيام متشابهة، شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، وسماء القمر الموشاة بملايين النجوم البراقة كالجواهر، ستفقد سحرها بتكرار المشهد كل يوم، و ستظهر الأرض ثقيلة في سماء القمر، لقد وجدها رواده الأوائل سفينة أحلامهم الزرقاء، لكن الأمر لن يبقى كذلك فإنتاجهم وأسواقهم المالية ستكون معلقة بالصناعات، وبأسواق التجارة والمال القائمة عليها، وقد يتوقف أي مشروع على القمر إذا لم يجد له سوقاً رائجة على الأرض، و لربما توقف الشركات الأرضية أعمالها على القمر بسبب الكساد أوالخسارة أو ما إلى ذلك من أسباب، لذلك ستتحول الأرض الحلم إلى عين ثاقبة ترصد نشاط العاملين على سطح القمر من السماء . كذلك فإن النظام الذي سيطبق على ساكن القمر سيكون صارماً، ولن يستطيع مغادرة قاعدته إلا بعد ارتداء ملابس واقية معقد...