مكانة المرأة بين تعاليم القرآن وتحديات الحضارة الغربية
إن الغزو الثقافي الذي يتعرض له العالم العربي والإسلامي صوّر المرأة الغربية على أنها الأيقونة التي يجب أن تقتدي بها نساء العالم بالرغم من كل ما تعانيه المرأة في الغرب، ولو عدنا إلى صفحات التاريخ لوجدنا أنه لم تكن للمرأة مكانة ولا كرامة في كل المجتمعات التي سبقت الإسلام إلا نوادر هنا وهناك، ممن كنّ من عوالي القوم في نسبهنّ، أو ممن عُرفن بحكمتهن وشأنهنّ [1] . تبدأ قصة امتهان المرأة لدى الإغريق، أي في مهد الحضارة الغربية، فهذا أرسطو الفيلسوف اليوناني في كتابه (السياسة) يلخص الآراء السائدة عن المرأة في عصره بالقول: "إن المرأة بطبيعتها أدنى من الرجل، وأنها يجب أن تكون خاضعة له. وقد اعتقد أرسطو أن النساء يمتلكن جزءًا من الروح التداولية، ولكنهن يفتقرن إلى السلطة الطبيعية التي يمتلكها الرجال [2] . كما وصف النساء بأنهن أكثر عاطفية وأقل عقلانية من الرجال، وأن دورهن الأساسي هو الإنجاب ورعاية الأسرة." وقد جاءت رواية التوراة بأن حواء التي خُلقت من ضلع آدم قد قامت بارتكاب الخطيئة الأولى وهي أكل الفاكهة المحرمة وأودت بذلك إلى سقوط الإنسان من الجنة، فمن المتوقع أن تتطور هذه القصة وتشدد